علماء: الثقب الأسود الذي أميط اللثام عن صورته هو ثقب يمتلك كتلة هائلة ويقع في مركز مجرة مسييه 87 التي تقع على بعد نحو 55 مليون سنة ضوئية من الأرض.

حدث عالمي طوى المسافات السحيقة
نشر المشرفون على مشروع “إيفنت هورايزن تلسكوب” القائم على شراكة دولية هدفها التقاط أول صورة للثقب الأسود “نتائج هي الأولى من نوعها” الأربعاء في إطار حدث روّج لـه على نطاق واسع.
بون – نجح علماء الفلك لأول مرة في التقاط صورة لثقب أسود. تعود هذه الصورة لشبكة تلسكوب “إيفنت هورايزن تلسكوب”، وتظهر بقعة مظلمة أمام حلقة تضيء بشكل خافت.
وقد كشفت الصورة بالتزامن خلال مؤتمر صحافي عقد في بروكسل وشنغهاي وطوكيو وواشنطن وسانتياغو وتايبيه.
ولم يكن هناك حتى الآن سوى رسوم عن الثقوب السوداء.
والثقب الأسود الذي أميط اللثام عن صورته الأربعاء، هو ثقب يمتلك كتلة هائلة ويقع في مركز مجرة مسييه 87 التي تقع على بعد نحو 55 مليون سنة ضوئية من الأرض.
وللحصول على تفاصيل كافية عن هذا الثقب الذي يقع على بعد مسافة سحيقة منا، دمج الباحثون ثمانية مراصد متفرقة تقع في أربع قارات، في مقراب هائل القدرات، “وتوفر النتائج التي توصلنا إليها نظرة واضحة على ثقب أسود صاحب كتلة هائلة”، حسبما أوضح أنطون تسينزسوس، مدير معهد ماكس بلانك للفيزياء الراديوية في مدينة بون الألمانية، حيث دمج الباحثون بيانات التلسكوبات المشاركة في رصد الثقب.
وتعرف الثقوب السوداء بأنها موطن اللامعقول بشريا، حيث أن كتلة هذه الثقوب مضغوطة بقوة تجعل من المستحيل على أي شيء الإفلات من قوة جاذبيتها، بما في ذلك الضوء.
والثقوب السوداء لا تُرى، ولكنها تكشف عن نفسها من خلال المادة التي تبتلعها.
وترتفع درجة حرارة هذه الثقوب كثيرا مما يجعلها تسطع بشكل مميز تستطيع التلسكوبات المتطورة رصده.
ولكن المادة التي يبتلعها الثقب تصبح ساخنة بشدة قبل أن تلتهم، مما يجعلها تضيء، وهذا السطوع المميز هو الذي يظهر باللون الأحمر في الصورة التي نشرها الباحثون.
وتؤكد الصورة نظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين، تحت أشد الظروف الكونية، حسبما أوضح كارل شوستر، مدير معهد الفلك الراديوي في النطاق المليمتري، الذي شارك في حملة الرصد.
وقالت المستكشفة جيسيكا ديمبسي إنها حلقة ضوء حيوية تذكرها بـ”عين ساورون” المشتعلة القوية في سلسلة أفلام “لورد أوف ذا رينغز”.
ووجه علماء شبكة إيفنت هورايزن تلسكوباتهم قبل عامين إلى ثقبين أسودين، أحدهما في مركز درب التبانة، وبدأوا منذ ذلك الحين يحللون البيانات التي يتلقونها.
هناك سبب آخر يجعل من الصعب التقاط صور للثقوب السوداء، وهو أنها رغم كتلتها الهائلة بشكل يفوق الخيال، فإنها صغيرة نسبيا، حيث أنه إذا افترضنا أن هناك ثقبا أسود يمتلك كتلة مثل كتلة الأرض، فإن حجمه لن يزيد عن حجم كنيسة. كما أن الثقوب السوداء تقع على بعد سحيق من الأرض.
وقال فريدريك غوث عالم الفلك “هذه مسافة يصعب علينا تصورها”.
ولكي يتمكن علماء شبكة هورايزن من تصوير هذه الثقوب رغم ذلك فقد دمجوا ثمانية تلسكوبات راديوية مع بعضها البعض، وذلك ليتمكنوا من تحقيق درجة دقة في التفاصيل يستطيعون من خلالها على سبيل المثال قراءة صحيفة في نيويورك وهم في برلين.