بعد شهرين على اختفائه، إثر تعرضه لإصابات خطيرة بانفجارين استهدفا موكبه، عاد متزعم فرع تنظيم “القاعدة” في بلاد الشام الملقب بـ”أبو محمد الجولاني” للظهور مجددا في إدلب، حيث ترأس اجتماعا لقيادات التنظيمات التكفيرية في إدلب، أعطى خلاله توجيهات صارمة تتعلق بـ (المعركة المصيرية) في المحافظة.
وكشفت مصادر محلية
في إدلب لوكالة “سبوتنيك” أن الجولاني ترأس اجتماعا الجمعة في بلدة أطمة
الحدودية مع تركيا، ضم ثمانية قياديين من الصف الأول في تنظيمات إرهابية
مختلفة، بينها الحزب الإسلامي التركستاني وحراس الدين وجيش العزة، بالإضافة
إلى ثلاثة أشخاص مجهولي الهوية يتحدثون اللغة التركية.
وأشارت
المصادر إلى أن إجراءات أمنية مشددة أحاطت بمقر الاجتماع حيث انتشر عدد
كبير من المسلحين التابعين لهيئة تحرير الشام بمحيط موقع الاجتماع وضربوا
طوقا أمنيا امتد لمسافة خمسة كيلومترات انتشر فيه قناصون ونصبت أجهزة تشويش
مركبة على سيارات دفع رباعي، لافتة إلى أن هذه الإجراءات تشكل ظاهرة أمنية
هي الأولى من نوعها في مناطق المحافظة.
وعما رشح من معلومات قليلة من داخل الاجتماع، قالت المصادر: إن الجولاني وجه تهديدات شديدة اللهجة لقادة التنظيمات والجماعات المسلحة، محذرا من تسليم أي منطقة ضمن أي اتفاق، مؤكداً أن الفصيل الذي سيقوم بعقد أي اتفاق دون الرجوع إليه، سيصبح هدفا مشروعا لمسلحي الهيئة ويعامل معاملة العدو والخائن.
ونقل عن الجولاني خلال الاجتماع تأكيده أن المعطيات على الأرض تشير إلى أن الجيش السوري سيقوم بعمل عسكري قريب على جبهات ريف حماة وإدلب، طالبا من قياديي الفصائل المسلحة رفع الجاهزية بما فيها العربات المفخخة والانتحاريين، واصفا المعركة بأنها معركة (وجود أو زوال).
وأضافت المصادر أن الجولاني وصف إجراءات الجانب التركي الأخيرة على الأرض وخاصة تسيير الدوريات في المنطقة منزوعة السلاح، لم تأت بأي نتيجة وأنه (لا يعول عليهم في حماية مناطق إدلب)، كما وجه بضرورة التعاون مع المسلحين الذين قدموا من ريف دمشق وحمص لما يملكون من خبرة في القتال، وأمر بضمهم بشكل فوري إلى فصيل جيش العزة الذي يسيطر في ريف حماة الشمالي.
وتطرق الجولاني إلى عملية تهريب المحروقات من مناطق سيطرة المجموعات الإرهابية باتجاه مناطق سيطرة الدولة السورية، حيث (أفتى) الجولاني لما يسمى بالمكتب الأمني التابع لهيئة تحرير الشام، بإعدام اي شخص يقوم بتهريب المحروقات بشكل فوري ومن دون الرجوع إلى مجلس (أمراء الشرع)، وهذا الأخير يعد ذراع التنظيم القوية داخل مناطق سيطرته، ويضم عددا كبيرا من (الجهاديين) المخضرمين من جنسيات عربية وأجنبية.
وكانت مصادر محلية في إدلب أكدت لـ “سبوتنيك” بتاريخ 18 فبراير شباط الماضي، أن انفجارين عنيفين هزا مدينة إدلب بفارق دقائق قليلة، الأول ناجم عن عبوة ناسفة موضوعة بسيارة، والثاني عبارة عن سيارة مفخخة ضربت منطقة القصور جنوبي مدينة إدلب، مؤكدة إصابة الجولاني في الانفجارين اللذين أديا لمقتل 24 إرهابيا بينهم 11 أجنبي من جنسيات مختلفة إضافة إلى إصابة 35 آخرين.
وقالت المصادر إن المتزعم العام لتنظيم “القاعدة” في بلاد الشام، الإرهابي أبو محمد الجولاني، أصيب بجروح خلال التفجير المزدوج الذي استهدف موكبه، فيما قتل إثنان من مرافقيه من أوزباكستان، ونقل الجولاني إلى “المشفى التخصصي الجراحي” حيث تلقى الإسعافات الأساسية داخله، قبل نقله على وجه السرعة إلى مكان مجهول خارج إدلب تحت حراسه مشددة.
وكان مصدر طبي تركي أكد بتاريخ 25 فبراير الماضي أن الإرهابي أبو محمد الجولاني نقل إلى مستشفى بولاية هاتاي التركية إثر إصابته بتفجير في إدلب، مضيفاً أن الجولاني كان مصابا بشظايا في رأسه أدت إلى إصابته بارتجاج في الدماغ وقد خضع لعملية جراحية في رأسه، ووضع في وحدة العناية المركزة وحالته خطيرة حيث دخل في غيبوبة”.
المصدر – سبوتنيك