اعتبر وزير خارجية أميركا مايك بومبيو، أن أنظمة صواريخ إس-300 الروسية التي يملكها جيش فنزويلا لا يمكنها عرقلة عملية عسكرية أميركية محتملة ضد الرئيس نيكولاس مادورو.
وقال بومبيو ردا على سؤال بهذا الصدد لقناة سي أن إن: «أعتقد أنه لا ينبغي لأحد أن يخطئ، لأنه في حال اتخذت الولايات المتحدة مثل هذا القرار، وفي حال تم اختيار الحل العسكري، سيكون الجيش الأميركي قادرا على تنفيذ العملية لتحقق النتيجة التي يريدها الرئيس».
وشهدت فنزويلا خلال الشهرين الماضيين أزمة سياسية حادة بعد أن نصب غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد بدعم من واشنطن، على خلفية الاحتجاجات ضد الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو المستمرة منذ كانون الثاني الماضي.
وفي تصعيد للأحداث، حاولت قوة محدودة من الجيش الثلاثاء اعلان ولائها لزعيم المعارضة خوان غوايدو، الذي نصّب نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، القيام بانقلاب للإطاحة بالرئيس المنتخب نيكولاس مادورو، إلا أن هذه المحاولة تم إحباطها مباشرة أمام قاعدة «لا كارلوتا» الجوية، التي دعا منها غوايدو، الجيش للانضمام إليه.
ودعا زعيم المعارضة الفنزويلي إلى انتفاضة عسكرية ضد الرئيس مادورو بينما تبادلت فصائل مسلحة إطلاق النار خارج قاعدة جوية في كراكاس، ووصف وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو هذا الحدث بأنه «تحرك انقلابي».
فيما شهدت شوارع كراكاس والمدن الفنزويلية مظاهرات حاشدة للموالين والمعارين عبر عرض للعضلات في الشارع وتهديدات متبادلة برفع التحركات.
وكان بومبيو قد زعم في وقت سابق، أن مادورو كان سيغادر بلاده إلى كوبا، إلا أن الروس أقنعوه بالعدول عن هذه الخطوة.
مادورو يعلن فشل الانقلاب
واتهم رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو كولومبيا والولايات المتحدة، بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد، مشيرا إلى أن معظم المشاركين في التمرد تم خداعهم.
وفي كلمة متلفزة ألقاها بحضور قيادة الجيش قال مادورو: «أنظار العالم أجمع كانت مشدودة لفنزويلا، التي قاومت اليوم محاولات الاستيلاء عليها من قبل الأوليجارشية الكولومبية والإمبريالية الأميركية».
وفي وصفه للمحاولة الانقلابية، أشار مادورو إلى أن مجموعة صغيرة من العسكريين توجهت لأحد عقد المواصلات (جسر التاميرا) الذي يحاذي القاعدة العسكرية الجوية «لا كارلوتا»، حيث ادعى المتمردون الاستيلاء عليها، «لكنها كانت كذبة كبيرة، ولم يدخل أحد القاعدة ولم يستولوا عليها ولا على أي قاعدة عسكرية مطلقا».
فاجؤوا المواطنين بتوزعهم وتسليحهم وقطعهم الطريق الرئيسي في العاصمة، هذه المنطقة هي مركز عمل المعارضة خلال كل هذه السنوات.
وقال مادورو إن أكثر من 80% من المشاركين في هذه العملية تم خداعهم بإخبارهم أنهم متوجهون لعملية عسكرية في أحد السجون المتمردة، وأضاف: «عندما رأوا أن الأمر يتعلق بانقلاب عسكري انسحبوا، وكانوا يملكون ثماني عربات عسكرية ولكن نفس أفراد الجيش قادوا هذه العربات وعادوا بها إلى قواعدها الأساسية».
«ساعدناهم في إخراج أنفسهم من هذا الفخ، لأننا تواصلنا معهم مباشرة وأكدوا لنا أن ولاءهم هو للدستور والرئيس… تحلينا بالحكمة والصبر وتجنبنا حمام دم في فنزويلا كانت تبحث عنه المعارضة».
وصرح مادورو بأن مجموعة من العسكريين المشاركين في المحاولة الفاشلة، توجهوا للسفارة البرازيلية، وقال: «عندما رأوا فشلهم، توجهوا مع قيادات المعارضة السياسية للبحث عن سفارات تأويهم»، مضيفا أن التحقيقات فتحت في الأحداث الأخيرة وأن «أحدا لن يفلت من العدالة».
وفند الرئيس الفنزويلي ادعاءات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأنه كان على وشك مغادرة البلاد على متن الطائرة باتجاه كوبا وأن الروس أوقفوه، ووصف هذه المزاعم بأنها «كذب فاضح».
ودعا مادورو أبناء الشعب لأن «يتواجدوا دوما في الشارع للدفاع عن السيادة والدستور والديمقراطية والسلام».
وقال مادورو ضاربا على الطاولة: لم تشهد الولايات المتحدة من قبل مثل هذه الحكومة المجنونة… بولتون، وبينس، وبومبيو… كم من الحقد والكراهية في نفوسهم… إلى أي مستوى يمكن أن يصل عدم الإحساس، والجنون، والكذب، والتلاعب؟
وتوعد بمعاقبة الضالعين في محاولة الانقلاب التي أقدمت عليها مجموعة من العسكريين مرتبطة بالمعارضة.
وصرّح بأن المعارض السابق ليوبولدو لوبيز، هو من قاد محاولة الانقلاب، وأن الأخير لعب دورا في كافة المحاولات التي شهدتها البلاد خلال السنوات الـ18 الأخيرة.
بدوره، قال لوبيز، في أول ظهور علني له منذ احتجازه عام 2014 لقيادته احتجاجات مناهضة للحكومة، إن الجيش هو من أطلق سراحه، داعيًا جميع الفنزويليين مدنيين وعسكريين، للنزول إلى الشوارع والتظاهر ضد مادورو.
وأكد الرئيس الفنزويلي إصابة خمسة عسكريين خلال أعمال الشغب في كاراكاس.
وقال الرئيس للقناة الرسمية في البلاد: « لدينا خمسة جرحى عسكريين أصيبوا بأعمال الشغب في ميدان التاميرا، اثنان منهم في حالة خطيرة».
ويشار إلى أن هذا أول ظهور للرئيس بعد محاولة الانقلاب في البلاد.
من جانبها، صرحت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، أن تصريحات بومبيو غير صحيحة، فواشنطن تحاول بقدر المستطاع تشويه صورة الجيش الفنزويلي، وتستعمل الآن المعلومات المغلوطة في هذه الحرب».
25 عسكرياً يطلبون اللجوء إلى سفارة البرازيل بكاراكاس
بدوره، أعلن المتحدّث باسم الرئاسة البرازيلية أوتافيو ريغو باروس، أن 25 عنصرًا من الجيش الفنزويلي طلبوا اللجوء إلى سفارة بلاده بالعاصمة كاراكاس.
وأوضح باروس، في مؤتمر صحفي، أنه ليس هناك مسؤولون عسكريون رفيعو المستوى بين طالبي اللجوء، حسب ما نقلته شبكة «سي إن إن».
وأيدت كل من واشنطن والبرازيل والأرجنتين وتشيلي وباراغواي محاولة الانقلاب التي قام بها زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو.
فيما اعتبر مندوب فنزويلا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير صمويل مونكادا، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونائبه مايك بنس «القائدين الفعليين» لمحاولة الانقلاب الفاشلة.
زعيم المعارضة السابق بفنزويلا يلجأ لسفارة تشيلي في كاراكاس
كما لجأ زعيم المعارضة السابق في فنزويلا، ليوبولدو لوبيز، برفقة عائلته، إلى سفارة تشيلي في العاصمة كاراكاس.
وأعلن وزير الخارجية التشيلي روبرتو أمبيرو، عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن لوبيز موجود في سفارة تشيلي في كاراكاس برفقة زوجته وابنته.
وقال امبويرو إن زوجة وابنة لوبيز دخلتا إلى ممثلية تشيلي الدبلوماسية في كاراكاس، قبل بضع دقائق من انضمام لوبيز إليهما.
وأضاف أن «تشيلي تؤكّد مجددًا التزامها مع الديمقراطيين الفنزويليين».
كما منعت هيئة الطيران الفدرالية الأميركية (FAA)، شركات الطيران الأميركية من التحليق فوق فنزويلا وأوعزت لموظفي الشركات وممثليها، بمغادرة فنزويلا في غضون 48 ساعة.
وجاء في بيان صدر عن الهيئة ونشر على موقعها الرسمي: «توقف كل العمليات المتعلقة بالتحليق الجوي فوق أراضي فنزويلا وفي مجالها الجوي، على ارتفاع حتى 260 ألف قدم، وذلك حتى إشعار آخر».
وبررت الهيئة اتخاذها القرار المذكور، باستمرار عدم الاستقرار وتزايد التوتر في فنزويلا، والمخاطر على الطيران.
بولتون
بدوره، دعا جون بولتون مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي الفنزويليين من عسكريين ومدنيين، لطرد الرئيس نيكولاس مادورو وإبعاده عن السلطة.
وزعم بولتون بأن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو، ورئيس المحكمة العليا ميشيل مورينو، وقائد الحرس الرئاسي الفنزويلي رافائيل هرنانديز دالا، قد اتفقوا مع زعيم المعارضة خوان غوايدو على نقل السلطة له. وأضاف: «والآن يجب عليهم أن يتحركوا».
وقال في تغريدة على تويتر: «تنظر الولايات المتحدة في إمكانية رفع العقوبات عن المسؤولين والعسكريين الفنزويليين، الذين يتخذون خطوات محددة لدعم الديمقراطية والحرية في فنزويلا». وأضاف: «ينبغي على أصدقاء مادورو قبول مقترحات الرئيس المؤقت /غوايدو/ العفو عنهم والعمل معنا لضمان مستقبلهم».
روسيا
وقال بولتون، إن الولايات المتحدة تريد تداول سلمي للسلطة في فنزويلا، مشيرا إلى أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة.
وقال بولتون، في مؤتمر صحفي، «نريد بشكل رئيسي نقل سلمي للسلطة. لكنني سأقول مرة أخرى: رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو وأولئك الذين يدعمونه، وخاصة أولئك الذين ليسوا فنزويليين، يجب أن يعلموا أن جميع الخيارات مطروحة».
كما أشار بولتون إلى أن «واشنطن أوضحت لروسيا أنها تتوقع عدم تدخلها في الشأن الفنزويلي».
ووصف بولتون انتفاضة زعيم المعارضة في فنزويلا، خوان غوايدو، بأنها «ليست انقلابا عسكريا».
لا وجود لقوات كوبية في فنزويلا
وشجب رئيس مجلس الدولة الكوبي ميغيل دياز- كانيل تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأكد أن الجيش الكوبي غير موجود في فنزويلا.
وكتب في تويتر: «نرفض بشدة تهديد ترامب بفرض حظر كامل على كوبا. لا تنفذ عمليات عسكرية في فنزويلا بمشاركة الكوبيين، ولا يوجد جيش كوبي هناك».
وأضاف: «نحث المجتمع الدولي على إنهاء التصعيد الخطير والعدوان ضد فنزويلا والحفاظ على السلام… لا لمزيد من الأكاذيب».
وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات إضافية مشددة ضد كوبا إذا لم تسحب جيشها من فنزويلا. وكتب على تويتر: «إذا لم يتوقف الجيش والميليشيات الكوبية على الفور عن العمليات العسكرية وغيرها من قتل وتدمير للدستور الفنزويلي سيتم فرض حظر كامل وعقوبات أشد على كوبا».
وأضاف: «آمل في أن يعود جميع الجنود الكوبيين بسرعة وبسلام إلى جزيرتهم».
تحذر من التدخل الأميركي
وحذّرت عضو الكونغرس الأميركي إلهان عمر، الأربعاء، من أن تدخل الولايات المتحدة بفنزويلا «لا يؤدي إلا إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر».
وقالت «عمر» عضو مجلس النواب في تغريدة على تويتر: «يجب أن نشجع الحوار وإجراء انتخابات حرة وعادلة في فنزويلا، بدلا من العنف».
وأضافت: «أعتقد أن التدخل الأميركي لن يؤدي إلا إلى زعزعة استقرار المنطقة أكثر، ويسبب المزيد من المعاناة.
تركيا
وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي، عمر جليك، تعليقًا على محاولة الانقلاب في فنزويلا، إنه لا يحق لأي دولة تعيين رئيس لدولة أخرى.
وتابع: «نواجه خطأ كبيرا ترتكبه الولايات المتحدة التي تدعي أنها مهد الديمقراطية، عبر تعيين رئيس لدولة أخرى».
وأشار إلى أنه «لا يحق لأي دولة تعيين رئيس لدولة أخرى».
وتابع «أكبر خيانة يرتكبها عسكري ضد أمته هو قيامه بمحاولة انقلاب».
وأعرب المسؤول التركي عن استنكاره لمن يوجه لهم كحكومة سؤالا مفاده «لماذا تضعون أنفسكم طرفًا في الشأن الداخلي لدولة بعيدة كفنزويلا»، مضيفًا «طرح سؤال كهذا أمر خاطئ بشكل كبير؛ لأننا لسنا طرفًا في أي شأن داخلي لأي دولة».
وأضاف «فنحن نؤيد دساتير الدول، ومع قادتها المنتخبين، ونعارض كافة أنواع الانقلابات، وبالتالي لا نتصرف كمؤيدين أو مناهضين لأي عنصر سياسي بأي دولة، فمواقفنا منبعها المبادئ الديمقراطية».
سوريا
وأعلن مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية أن دمشق تدين بشدة محاولة الانقلاب الفاشلة على الشرعية الدستورية في جمهورية فنزويلا البوليفارية.».
وأضاف المصدر أن سوريا إذ تجدد تضامنها الكامل مع فنزويلا الصديقة قيادة وحكومة وشعبا فإنها تؤكد على وقف التدخل الأميركي التخريبي في شؤون فنزويلا.
كما أكدت مجموعة بلدان «ليما» في أميركا اللاتينية، وكندا اعترافها بزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد، وحثت الجيش الفنزويلي على «الانحياز له وللشعب».
ودعت المجموعة القوات المسلحة الفنزويلية لإعلان ولاءها لغوايدو، معتبرة أن إعادة انتخاب الرئيس نيكولاس مادورو لم تكن شرعية، وطالبت الجيش بألا يكون «أداة بأيدي نظام غير شرعي يقمع الشعب الفنزويلي».
السلطات الفنزويلية توقف بث وسائل إعلام غربية
أفادت وسائل إعلام فنزويلية، أن وكالات إعلامية تابعة للدول الغربية أوقفت عملها الصحفي في فنزويلا.
وذكرت وكالة «Infobae» الفنزويلية أن وكالة «سي إن إن» الأميركية ووكالة «بي بي سي» البريطانية أوقفتا أعمالهم في فنزويلا.
وبحسب الوكالة الفنزويلية، قامت السلطات المحلية بقطع بث راديو كاراكاس، وأشارت جمعية الصحافة الفنزويلية أن بث الوكالات الغربية «سي إن إن» و«بي بي سي» توقف ظهرا بعد بدء الاحتجاجات الجديدة.