استعادت الملائكة رفيقها على الأرض ورفعته إلى السماء رفعته إلى مصدر قوته وملهمه رفع أعتى جنود الله إليه وطوي هذا الحسام القعقاع في غمده وردّ هذا الدمشقي إلى ملكه وناطحت هذه السنديانة والزيتونة السماء وخرجت إلى أصلها في السماء وعادت الشمس إلى مسارها واستضاءت بوجهه النجوم لتنير الكون بضيائه.
خرج بعد أن أدى الأمانة التي أوكلت على أكتافه الخضراء التي نبت قمح الجزيرة عليه خرج بعد أن كشف الغمة عن شعب استمد صموده من عنفوانه وجبروته وحنانه وعيناه، أشرقت الأرض بنور وجهه في ذاك اليوم المشحور من أكبادنا نور وجهه أعمت الرايات السود غضّوا أبصارهم عنه واستغشوا ثيابهم فلم ينالوا إلا الويلات وتمزقوا كل ممزق .
عام مضى على تشييع جثمان أنبل وأعتى مقاتل عرفته الحرب في سورية عام مضى على فراقه كان لنبأ فقدانه دوي الصاعقة على قلوب السوريون وخاصة أهالي دير الزور الذين عاشوا معه وتحت كنفه .
عانى منها العميد عصام كما عانى منها أهالي مدينة دير الزور والعناصر المدافعة عنها لم يتوانى في أي معركة على أسوار مطار دير الزور العسكري فكانت المقدمة دائماً ما تشهد لشموخه التي كسر عندها مجنزرات ومفخخات تنظيم داعش الإرهابي فكان ذكر اسمه كافياً ليحدث الرعب في مكان يسيطر عليه الإرهابين أو حتى مجموعات قسد فلم يشهد العالم بمثل مهيبته وشموخه وكأنه أستمد هذا الشموخ من مسقط رأسه من جبل العرب الأشم وكأن جبل العرب انتقل الى البادية وغرس في وجه تنظيم داعش الإرهابي فكان السد المنيع ضد كل تحركاتهم وهجماتهم .
صمد العميد عصام زهر الدين في مطار دير الزور العسكري مدة الثلاث سنوات وعد التنظيم بالسحق على أسوار المطار ووفى بوعده وكسر التنظيم الذي عجز عنه العالم حتى حقق نصره ووصله الجيش العربي السوري إلى المطار وفك حصار تنظيم داعش عن المطار وانتصر على التنظيم وأبعده عن المطار ومدينة دير الزور.
لم يكتف العميد وملائكة الله في أرضه وسيفه المسلول المسلط على رقاب تنظيم داعش الإرهابي بالصمود في المطار وتسجيل اسمه في كتاب الخالدين عبر التاريخ ولم ينتظر وصول الجيش إليه فقط بل تابع قيادته لمعارك سحق فلول تنظيم داعش الإرهابي خارج المدينة بعد فك الحصار عنه.
وأثناء ملاحقته للفلول المنهزمة أستشهد العميد بعد انفجار لغم من مخلفات داعش الإرهابي فقضى نحبه وخرج لملاقاة ربه بعد أن أنجز ما أوكل إليه فكان من المؤمنين الذين صدقوا الله وعده وقدموا روحهم الطاهرة المقدسة فداء لينعم وطنه بالأمن والأمان ويحيى حراً كريماً منتصراً على كل من فكر النيل من عنفوانه وشموخه.
سنمار سورية الإخباري
إسراء جدوع
Discussion about this post